ثقافة في عيد المرأة: ألفة يوسف توقّع إصدارها الجديد "وليس الذكر كالانثى "
احتفلت مكتبة الكتاب بتونس العاصمة بالإصدار الجديد للدكتورة الفة يوسف الجديد "وليس الذكر كالانثى " (فى الهوية الجنسية ) وذلك بتنظيم حفل توقيع الكتاب، وكان الحضور متميزا من الجنسين وكذلك من الشخصيات الثقافية المعروفة .
وابتدأ اللقاء بتعريف موجز لالفة يوسف واكتفت المؤلفة فى تقديمها للكتاب بذكرها لدواعى تفكيرها فى الخوض فى مثل هذا الموضوع وهو الهوية الجنسية لكل من الذكر والانثى حيث ذكرت ان امرأة اتصلت بها لتسألها عن هويتها الجنسية حيث ان هذه المرأة لا تجد حرجا فى ممارسة الجنس مع الجنسين، ومن خلال شهادة هذه المراة انطلقت ألفة يوسف فى تأليف هذا الكتاب.
والمعروف ان الفة يوسف كاتبة وباحثة تونسية واكادمية مختصة فى اللغة واللسانيات وقد اشتهرت بالجرأة فى كتاباتها بأفكارها الدينية ذات الصبغة الحداثية وتناولت التراث الدينى بالتحليل والنقد والمقارنة وتطرقت فى كتاباتها الى العديد من المسائل المحظورة والمسكوت عنها كمسالة المراة، الارث، تعدد الزوجات، الحجاب، المثلية الجنسية وهي من المواضيع الخلافية، ولألفة يوسف كذلك ابحاث وكتب عديدة منها "نساء وذاكرة"، "المساجلة بين فقه اللغة واللسانيات"، "الإخبارعن المراة فى القرآن والسنة"، "تعدد المعنى فى القران" ثم كتاب "ناقصات عقل ودين" و"حيرة مسلمة" و"شوق قراءة فى اركان الاسلام" ثم ياتى كتابها الاخير "وليس الذكر كالانثى" (فى الهوية الجنسية) فما اضاف هذا الكتاب لهذه المدونة ؟
قدمت الفة يوسف فى هذا الكتاب دراسة تحليلية انتروبولوجية نفسية للهوية الجنسية، كيف ينظر المجتمع للذكر وللانثى وكيف ينظر الذكر لنفسه والانثى لنفسها فى مختلف اعمارهم وممارساتهم من خلال هوياتهم الجنسية.
وقسمت المؤلفة كتابها الى جزأين قسم اول عنونته بكتاب الرجل وقسم ثان بكتاب المرأة وهو تقسيم منهجى فقط، وكانت تنطلق فى كل مرة من خلال شهادة تلك المرأة التى سمتها" أ" فى ممارساتها الجنسية مع الجنسين وكيفية تعامل كل منهما مع هوياتهم الجنسية وكانت تحلل هذه النظرة وتنطلق من المعيش التونسي باللهجة التونسية سوى كان فى العائلة او فى الشارع.
في "وليس الذكر كالانثى" قدمت الفة يوسف مجموعة من المحظورات قبل القراءة نذكر منها : لا تقرأ هذا الكتاب اذا كنت تتصور حقيقة خارج اللغة، لا تقرأ هذا الكتاب اذا كنت تتصور ان الهوية الجنسية امر ثابت لا يتحول ولا يتبدل، لا تقرأ هذا الكتاب اذا كنت تبحث عن حكايا جنسية شبقية، لا تقرأ هذا الكتاب اذا كنت تبحث عن دراسة اكاديمية موضوعية...
وبالتالى فهي تنزع عن هذا الكتاب النزعة الثبوتية والموضوعية مؤكدة على الجانب الذاتى فى هذه الرؤية التى تلمست فيها بعض وجوه الذكورى والانثوى من خلال تحليلها لنظرة مجتمعاتنا العربية لمسألة الذكورة والانوثة. كتاب اصبح الآن ملك القارئ مهما اجتمعوا حوله او اختلفوا معه، وهو يعتبر اضافة الى رصيد الفة يوسف وكذلك اضافة الى المدونة التونسية وقعته الفة يوسف يوم 8 مارس الموافق لعيد المراة التونسية والمرأة فى كل العالم وما فى ذلك من رمزية ايجابية لحراك المراة فى المشهد الثقافى التونسي.
إبتسام قشوري